الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

مسلسلات رمضان ... تعقيبات

مسلسلات رمضان ... تعقيبات

رمضان .. في ما مضي كان شهر رمضان شهر عبادات و لكن الان أضيفت له ميزة جديدة و هو شهر المسلسلات أيضا شهر العبادات و المسلسلات بالرغم من كل ما في هاتين الكلمتين من تناقض إلا أن الأمر أصبح واقعً ملموساً فمتي ما أقترب الشهر ضجت الفضائيات بالإعلانات لما لذ و طاب من المسلسلات و البرامج ، لست من محبي متابعة المسلسلات الدرامية و ذلك لعدة أسباب أولها هي الوقت و عدم تمكني من ضبط نفسي لمتابعة سلسلة مترابطة و متشابكة الأحداث تمتد على مدى أكثر من ثلاثين يوما، كما لدينا سبب أخر هو الفشل في إنهاء المسلسلات و المتفشي بشكل واضح في الفترة الأخيرة فما أن ينجح عمل حتي نجد الكاتب و المخرج يرقعون من هنا و يحبكون من هنا ليصدروا جزء أخر كما حصل في السلسلة التي زادت عن حدها (باب الحارة) و مثلها الكثير حتى و الأسواء من ذلك هو إنتهاء بعض المسلسلات بشكل يضع المرء في بحر من التساؤلات و تقول في النهاية يا إلهي لقد هدرت ما يزيد عن ٣٠ ساعة في الأخر أجد هذه النهاية التي لم أفهم منها شيء.
شخصيا أفضل ان اتابع المسلسلات الكوميدية المعتمدة على الصور المتفرقة او ما يسمى سكيتشات و لا تكون الحلقات مترابطة بعضها ببعض ( بقعة ضوء مثلا )، فلماذا اتابع مسلسلا دراميا بحبكة تراجيدية و في حياتي ما يكفي من الدراما و التراجيدية لأنتج سلسلة لا منتهية من المسلسلات و الوثائقيات و الأفلام أيضا.

ما ملكت أيمانكم ... الرأي و الرأي الأخر:
من المسلسلات المثيرة للجدل هذه السنة مسلسل ما ملكت أيمانكم في كل رمضان هنالك مسلسل يثير جدلا كبيرا لأسباب مختلفة منها ديني و منها سياسي و منها خلقي ، بصراحة لا أعلم شيئا عن أحداث ما ملكت أيمانكم و لكن بحكم ما قرأت هو مسلسل يتكلم عن صور متضادة نراها في الحياة من إختلاف الأفكار أو البيئة المحيطة مثل الحياة المتدينة الملتزمة أو لحياة الفاحشة و المنحرفة... الخ
لست في صدد احداث او مواضيع المسلسل و لكن العديد من الناس عارضوا عرضه بحجة انه لا يناسب البيئة المحافظة
لنكن واقعيين قليلا : الا توجد مثل هذه الحالات في مجتمعاتنا التي تعتبر محافظة؟
قد يكون الواقع أمراً مراً و لكن لا مفر منه، لا يوجد مجتمع يخلو من هذه الأمور أو الصور فالحياة بتشعب طرقها و تعدد إحتماليتها إلا أن تقود لحالة من حالات شاذة سواء من انحراف أو تعصب أو تطرف و ما غيره من الأشياء
إذا لماذا نرفض الواقع؟ قد لا يكون نكران بقدر ما هو خجل من هذا الواقع لا أجد عيبا في تصويره و لكن بنفس الوقت لا أجد فائدة من نقله فما فائدتي أنا إن رأيت تطور حياة فتاة عادية أو شاب عادي نحو طريق الإنحراف أو التطرف ؟ في الواقع أنا و أنت و أي متابع لن يستفيد شيء سوا بأنه ضيع بضع ساعات من وقته في متابعة أحداث لا تسمن و لا تغني من جوع و المستفيد الوحيد هو جيبة المخرج و المنتج و الممثلين ، قد يقول لي البعض أن هذه المسلسلات تبين لك طرق الإنحراف لكي تتجنبه و لكن الجواب بسيط جدا جميعنا لديه عقل يستطيع به التمييز ما بين الصواب و الإنحراف و لا نحتاج لمسلسلات لتساعدنا علي تبين ذلك ، ربما قد تكون فائدتك اذا كانت الساعات التي قضيتها ساعات فراغ قاتل ، او قد تتعلم مصطلحا جديدا تأخذه من احد الشخصيات، و لكن ثقافيا او نفسيا أو علميا برآيي الشخصي لا فائدة أبدا.
من الآراء التي أنتشرت حول المسلسل رأي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي رأى في المسلسل بلاء و تشويها و غضبا، بالرغم من ما في هذه الأمور من تهويل إلا أن رأي شخص مثل الدكتور البوطي يؤثر في ملايين الناس الذين يحترمونه و يتابعون محاضراته المتعمقة بالدين ،حضرت بعض المحاضرات للدكتور محمد البوطي بالفعل هو شخص متعمق بالدين لدرجة كبيرة و لكن شدة تعمقه جعلت من كلامه مركزا جدا لدرجة تجعلك تضيع إن فوتت فقرة أو كلمة ما و ربما يقودك الأمر الى فهم مغلوط لفكرة ما في نهاية المطاف .

من الامور التي أثارت إستهجاني بعض الردود في تدوينات مختلفة هاجمت شخص البوطي و لم تتطرق لمناقشة رأيه
بغض النظر عن ردة فعله التي قد يراها البعض مبالغا بها و لكن علينا أن لا ننسى أن البوطي رجل دين و الدين له رأي
في معظم حالاته قد يخالف المبادئ التي يرى البعض أنها حرية تعبير إو حرية شخصية و لكنها دينيا هي أمور لا نقاش بها،
ثانيا: هل من المفترض بنا رن كنا مثقفين أو علمانيي التفكير أن نهاجم شخص رجل ما له مكانة مرموقة بين الناس كالبوطي لمجرد أن رأيه عارض أفكارنا ، بهجومه او اهانته هذه لا تكون الإهانة للبوطي وحده فقط بل تتعداها لتشمل إهانة الملايين من الذين يعتبرونه مرجعا و قدوة لهم.

الا يعتمد الحوار العلماني على النقاش لا الهجوم و التعدي؟ و من ثم أليس للبوطي كفرد حرية التعبير في قضية ما؟ أليس الهجوم عليه أو على رأيه ضربا من القمع الفكري أيضا؟
ليس كلامي هنا هو انحيازا لطرف من الاطراف شخصيا تفكيري علماني بحت و لكن أحيانا هنالك ردود آفعال لا نستطيع أن نتجنبها،
قام مخرج العمل نجدت أنزور بالرد على البوطي بشكل علماني ببوتقة دينية نوعا ما أجدها دفاعا عن عمل أكثر منها دفاعاً عن رأي ،
بالنهاية بغض النظر عن إختلاف الآراء و الأفكار المتعلقة بهذا الأمر إلا أنني اتمنى ان نحّول نظرتنا في ما قد نراه حلول.
لا يكون النقاش بمهاجمة شخص ما بل يكون في مناقشة رأيه بعيدا عن التطرق لشخصه أيا كان من يكون فبحسب مبادئ الحرية الفكرية هو فرد و له حريته أيضا في التعبير عن ما يريد .
أود في النهاية أن أشكر جميع الأصدقاء الذين تطرقو للموضع بشكل حواري واعي بعيدً عن التعدي على شخص أو رأي أحد من الطرفين .

و في النهاية المسلسلات أمور ترفيهية ليس علينا أن نعتبرها لبنة أساسية لأخذ أفكارنا عن قضية أو مجتمع ما.
و سامحونا على الإطالة.



هناك تعليق واحد:

  1. المشكلة دايما بهوبرة الناس عكل شي
    من قبل ما يطلع المسلسل والناس بتحكي عليه
    ولسا من كم حلقة قرروا انو مسئ
    وبالتالي محكوم على امة العرب ما تشوفوه
    او بالعكس مننزل سب وشتم بالناس هيك
    تحياتي مازن

    ردحذف