الخميس، 5 أغسطس 2010

بقعة ضوء

بقعة ضوء


في اول تدوينة لي هنا في هذه المدونة الشخصية التي تتناول آراء و أفكار و تلميحات و أشياء أخرى كثيرة أعتبرها أول محاولة للخروج الى الضوء بمعنى أخر بقعة ضوء بسيطة في مكان اعتاد على الظلام و احب الغموض لا يدري لماذا ربما لنفحة من التميز و ربما لأسباب أخرى حتى هو لا يعلمها.

من أنا؟

اسمي مازن شاب من سوريا من مدينة باردة ربما كانت برودتها هي التي جعلتني بارد الاعصاب و التصرفات نوعا ما
ايام الدراسة كنت معروفا دوما بالهدوء و كما يقول المثل الشعبي (يمشي الحيط الحيط و بيقول يا ربي السترة) ربما هذا أثر سلبا على قدراتي على التواصل و سبب لي انكفاءً و انغلاق عن الأخرين حتى ان قدراتي في التواصل و مهارتي الاجتماعية شبه معدومة لهذا معظم الاحيان كنت افضل الوحدة و ان اكون مراقب للأحداث لا مشاركا بها

منذ صغري كنت مهووسا بالعلوم و الفنون و الديناصورات و كل ما هو جديد, كنت اقضي معظم وقتي في انشاء المجسمات سواء من البلاستيك او الصلصال لدرجة جعلتني انشئ عالم كاملا خاص بي من مدن و مراكب و سفن فضائية
في اول ايام مراهقتي دخل صديق جديد الى عالمي اسرني و خطفني لعالم أخر لم اكن اتصور انني بيوم من الايام سأمتلك حاسوبي الخاص و انا الذي كنت ارى الحاسوب في البرامج العلمية و احسبه شيئا عظيما لا يلقاه المحظوظون و العلماء و لكن لحسن الحظ و لسرعة تطور التكنلوجيا بات الحاسوب في كل بيت

بداية كما كل الاولاد اردت الكمبيوتر للألعاب مهووس بالالعاب بشكل نظامي و لكن دوما كانت تواجهني مصاعب في تحميل الالعاب و تثبيتها حتى انني كنت اقضي معظم يوميكي اعرف لكرت الشاشة لدي او كراك للعبة معينة مما ادخلني لعالم أخر و هو عالم التحديات مع الحاسوب كان هوسي ان اشغل اي لعبة على جهاز كمبيوتري الاول و الذي كان قمة التكنلوجيا في تلك الايام و اذ لم تعمل اللعبة اصاب بحالات يأس و عصبية من ثم انتقلت للبرامج و تعلمها حتى بات اسم مازن بين رفاقي يرتبط فورا بالكمبيوتر و مختصاته كل احاديثي كمبيوتر معظم وقتي كمبيوتر اصبح حياتي و عالمي الذي اعيش داخله خاصة بعدما دخلت الى الانترنت اول مرة سحرت بعالمها و امتدادها الهائل و شمولية معلوماتها
فاي معلومة او كتاب اريده احصل عليه و بمراجع علمية مختلفةو لكن للاسف كما الجميع يعلم سوء خدمات النت في بلادنا
التي اتمنى ان تتطور يوما فقد كانت عائق لدي فكم من مرات كنت احمل فيها برنامجا او كتابا بحجم يصل ل عشرة ميجا و اذا بالاتصال ينقطع عند ال 9 ميجا تكون هذه النكسة كالضربة تحت الحزام

كبرت و كلما كبرت يوما تزداد قناعتي ان احلام الانسان تصغر و تتقلص كلما كبر بالعمر فعندما كنت طفلا كانت احلامي اكبر من احلامي حاليا في مرحلة الشباب ربما بسبب الواقع الذي نصطدم به او ربمالان الطفل لا يعلم شيئا عن ما سيواجه بالمستقبل

لعل صديقي الحاسوب كان منقذي دوما و منفدي لحل كل المشاكل اتقنت برامج التصميم و انتقلت للعمل بها
حاليا اعمل كمصمم في دولة الامارات اسعى دوما لما هو جديد
لعل انتقالي الى الامارات كان له الاثر العميق في نفسي كان قلبي متعلقا بدمشق و لكن عندما شاهدت الامارات و ابراجها و حضارتها و شوارعها فتنت شعرت بانني مخلوق غريب خرج من الكهف لعالم أخر و التقنيات هنا كانت غير حتى النت اسرع و متوفرة للجميع بيئة العمل مختلفة الاجهزة على اخر طراز و العمل كان يختلف اختلافا جذريا عن ما كان في دمشق
سحر دمشق لا زال في قلبي و لكن هوسي لما هو جديد و عصري ربما تغلب على ذلك السحر او لعله ينازعه بشكل دائم.

من اكثر الكلمات التي تدمرني هي كما يقول الجميع (اي لساتك فرخ ما قطعت العشرين عا مهلك) و كأن الذي عمره بالعشرين يجب ان لا يقلق و ان لا يسعى و ان لا يتقدم, بل ينتظر لكي يتدخر مبلغ من المال و من ثم يغود الى مدينته الجميلة لتقوم امه باختيار زوجة له و يتوزجها و تمضي الحياة بشكل روتيني كما هي حال معظم الشباب للأسف
و كأن وظيفة البشر بهذا الكوكب التكاثر و زيادة العدد فقط لا أعلم و لكنني اظن ان هذه الفكرة هي من اكبر عوامل التخلف
دوما نسعى للسترة و الجازة طيب و بعدين؟

قد اكون اثقلت عليكم بهذه الكلمات المطولة و التي ربما يجدها البعض مملة و لا تنفع شيئا و لكنني احببت ان يكون هنالك بقعة ضوء و لو بسيطة تتكلم عني كي لا تكون الامور مبهمة و معتمة دوما.

هناك تعليقان (2):

  1. الاخ مازن
    وجدت مدونتك عن طريق الصدفة
    طبعا ولا اروووع
    اهنيك على هذه المهارات والتصاميم الكثر من راعة
    والله فناااااااان

    ردحذف
  2. ربما الرد متأخر و لكن شكرا لك إيفان
    :-)

    ردحذف