الجمعة، 6 أغسطس 2010

تناقض في التباهي ..

تناقض في التباهي ..

من الأمور المزروعة في طبيعة النفس البشرية المباهاة و الفخر و التعالي لا أحد يستطيع ان ينكر ذلك , كم هو جميل شعور التفوق و كم هو جميل ان نفخر بهذا التفوق و لكن الا يجب ان نقيد حبنا لهذا الشعور بالقيد الذهبي الذي يدعى التواضع
ليس التواضع هو موضوعي هنا انما موضوعي هو عندما تتناقض المباهاة لدينا قد تسالونني كيف
من الأمثلة التي تمر كثيرا لدينا سأضرب لكم مثال ما بين علاقة مدير عمل و موظف في عمل ما
المدير عندما يكون في اجتماع مع مدير أخر أو زبون يحاول ان يثبت له كم من القوة و الامكانية هي شركته
فهو يتكلم بكل ثقة كم من ارباح هائلة تدخل لديه و كم ان شركته مشغولة دوما و لا وقت فيها للتوقف و الحالة المستمرة من انشغال الموظفين لديه و يتكلم بكل ثقة طارحا البيانات و الحقائق و الملفات التي تثبت كلامه, كل هذه الجهود الجبارة في المباهاة أو النفخ كما يقولونها بالعامية تأتي لغرض واحد تعليق هذا الزبون او رسم الصورة الأسطورية العجيبة لهذه الشركة و مديرها الناجح الذي لا يجد دقيقة من وقته الا و به عمل ما
نأتي الآن لصورة أخرى و هي أن موظفا من الموظفين يأتي و يطالب هذا المدير يزيادة على راتبه او ببدل أو سلفة, بالمحصلة أمر يتعلق بالمادة , فاذا بهذا المدير تنقلب أقاويله و تصريحاته و تصبح الشركة في مأزق كبير و أزمة مالية قاهرة
و بأن الشركة تتحمل هذا الموظف و تمن عليه براتبه بالرغم من انه لا يعمل شيئا سوى الجلوس و اللعب طوال النهار
غريب أين ذهبت كل تلك الأحاديث عن العمل و الجهد و الأنشغال الدائم و المدخول الخارق التي كان يتكلم عنها في الحالة الأولى أمن المعقول أنها ذهبت مهب الريح؟
قد يقول البعض ان هذه هي أصول العمل و لكن برأيي أنها ليست سوى الخدعة التي نعيش بها بشكل دائم ليس فقط في بيئة العمل حتى مع الأصدقاء و الأصحاب و المعارف فقد يفخر أحد أصحابك بامكانياته في أداء عمل ما و كم هو سهل عليه و لا يؤثر به و حين تحتاجه يصبح من أصعب الأعمال و أكثرها تعقيدا كما حدث معي من فترة عندما كنت أجري بعض اعمال الصيانة لسيارتي عند صديق كان يباهي بامكانياته في تبديل المكيفات للسيارات و كم الأمر سهل بالنسبة له و بعد أسبوع من المحاولات اليأسة أعترف بان العمل مستحيل و يستحسن بي أن أذهب بها لمكان أخر يوجد به أنا أشد خبرة بهذا المجال, أين ذهبت معظم أحاديث الفخر و عرض العضلات؟ لا أحد يعلم
لاأعلم ان كانت هذه الحالة موجودة في نطاق بلادنا فقط و أغلب الظن انها موجودة في كل مكان و لكن بنسب مختلفة دوما ما أطرح هذا السؤال هل التباهي ضرورة من ضرورات العمل و هل نقض هذا التباهي ضروري أيضا؟
ألا نستطيع ان نعمل ببيئة صادقة خالية من أمور الكذب و التحايل أحدنا على الأخر سؤال يراودني دوما
يا ترى هل راودكم أيضا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق