الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

الغيكز في العالم العربي عوائق و مشاكل Arab Geeks

الغيكز في العالم العربي عوائق و مشاكل  Arab Geeks



الغيكز Geeks أو المهووسون كترجمة عربية مقاربة هم مجموعة ذات نمط حياة و اهتمامات خاصة مختلفة عن ما هو دارج بشكل عام في المجتمع و يرتبطون بهذه الإهتمامات بشكل يتجاوز حد الهوس, أضحى الغيكز نمط حياة و ستايل ذو شعبية واسعة في العالم بعد ان كانت كلمة غيكز تعتبر مصطلحاً للسخرية لكن نظرا لتفوق الغيكز في مختلف المجالات  أضحى لهم عالمهم و ثقافتهم الخاصة حتى أن العديد من النجوم و المشاهر اخذوا يتبعون نمط الغيكز في الملابس و التصرفات,هنالك الكثير من النقاط المشتركة بين نمط حياة الغيكز Geeks  و النيردز Nerds من حيث الإهتمامات الإستثنائية و الهوس بأشياء غير معروفة بشكل عام, غالبا ما تكون مرتبطة بنشاطات تعتمد على قصص خيالية او تحتاج مجهود فكري او تقني إستثنائي, (سأتكلم عن الفرق بين الجيكز و النيردز في موضوع أخر) في موضوعي هذا أود التطرق الى حال الغيكز في العالم العربي و للأسف هو ليس بالحال الجيد.
يواجه الغيكز في العالم العربي عوائق عديدة منها:

 الإختلاف: إختلاف شديد في الإهتمامات و الهوايات عن معظم أصدقائهم و لكن في العالم العربي لديك نقطة أخرى هي أن ثقافة الغيكز عدا على انها إهتمامات غريبة بشكل عام فهي مبنية على إهتامات ليست من مصدر محلي معظمها كشخصيات او تقنيات او أجهزة قادمة من بلدان أخرى ما يجعل مسار إهتمامات الغيكز تذهب في طريق أخر مختلف كليا عن رفاقه بخاصة المهتمين في الرياضة او السيارات أو اخبار النجوم, هذا الإختلاف يخلق حاجزا يجعل من الصعب على الغيكز التكيف مع من حوله.

الصداقة: من النادر جدا للغيكز في العالم العربي أن يجدوا من يشاطرهم إهتماماتهم في نفس منطقتهم أو مدينتهم و غالب صداقاتهم تكون على الإنترنت و المنتديات و الشبكات الإجتماعية.

التقبل الإجتماعي: الغيكز في العالم العربي غالبا ما يجدون انفسهم محط سخرية بسبب إهتماماتهم سواء الهوس بأفلام الخيال العلمي أو الحواسيب و الهواتف الذكية أو الانيمي أو ألعاب الليغو و قصص الكوميكز و غيرها من الهوايات التي تعتبر مستهجنة من مجتمع يدعي انه محافظ!

الموارد: يواجه الغيكز صعوبات كبيرة في العثور على ما يحبون و يهتمون به من أجهزة معينة أو إكسسوارات تقنية و ألعاب مختلفة و مجلات كوميكز أو حتى ملابس بتصميم خاص
من المؤسف جدا انه لا يوجد مصادر مختصة لهذه الموارد في العالم العربي, كما انه لا يوجد أي إنتاج عربي لأدب الخيال العلمي أو القصص المصورة و الأبطال الخارقين حتى الإنمي, طبعا و من النافل ذكر انه لا يوجد اي فلم او مسلسل خيال علمي عربي (و بيني و بينكم هذا أفضل)

الحياة العاطفية: الغيكز عاطفيون جدا لكن حياتهم العاطفية دوما كارثية اولا بسبب خجلهم و صعوبة أن يجدوا نصف القلب الأخر بسهولة (من الصعب أن تعثر على صديق غيك لكن من شبه المستحيل أن تحصل على صديقة غيك) نعم فطبقة الفتيات الغيكز شبه معدومة في العالم العربي (بل و ربما العالم أجمع), حتى لو فرضنا ان أحدهم صادق فتاة عادية فمن المعقد جدا توليف عملية التواصل بينهما لأسباب مثل:

1-      إن إبتذال القصائد و مشاركة الأشعار و الخواطر و جمل مثل (تحياتي لمن دمر حياتي) هي أمر سخيف بالنسبة للغيكز.
2-   الغيكز لا يهتم بأخر أغنية لأليسا أو ستايل شعر فادي اندراوس أو من دخل أو خرج من الستار اكاديمي او ما هي موضة مناكير ال 2036 او اخر رواية لأحلام مستغانمي او قبلة نور و سمير و مهند, كل هذه الامور لا تعنيه ابدا لا من قريب او بعيد,
هذه الفروقات تجعل حياتهم العاطفية محفوفة بالتوتر و التعقيدات

النشاطات و التجمعات: حتى الآن حركات و تجمعات الغيكز في المجتمع العربي متواضعة و قليلة جدا, حصلت بعض المشاريع و التجمعات لكنها اختفت و لم نعد نسمع عنها شيئا, كذلك الأمر بالنسبة للنشاطات من النادر ان تحضر مسابقة لكسر سرعة المعالجات او إستعراض مجموعات نادرة من الكتب المصورة أو أعمال مكعبات الليغو أو او الطوابع او ألعاب و مجسمات نادرة لأفلامك المفضلة حتى ألعاب الفيديو و الأجهزة الجديدة لن تجد اي حدث للإعلان أو التحدث عن ما هو جديد و حديث في أخبارها و إن وجدت إما ان يكون الحضور محصورا لشخصيات لا تستحق الحضور أو أنك تعلم بعد فوات الأوان.

تعقيب أخير:

لا تخجل من إهتمامتك أو هواياتك بل كن فخورا بها و صدقني عندما تكون فخورا بما تحب ستجد من يشاطرونك هواية ما لكنهم لا يعلنون ذلك
الغيكز من أكثر الأشخاص نجاحاً في الحياة و غالبا ما يحققون طموحاتهم و ينجحون في مجالات عملية و علمية مختلفة حتى ان مؤسسي أثرى و أشهر الشركات في العالم يعتبرون من الغيكز.
أنا لا أحب القواعد و المصطلحات التي توضع لوصف عينة محددة من المجتمع لما تجلبه هذه المعايير من الإبتذال و التصنع للبعض (أكبر مثال لهذا نجده عند الكثير من المبتذلين لإسلوب حياة الهبيين أو الإيمو و غيرها من الأنماط التي لا طائل منها إلا التصنع) لكن الامر هنا أني اتحدث عن مجموعة ذات إهتمامات مشتركة و كرأي شخصي من غير الضروري الإلتزام بقواعد معينة فقط كي تنتمي لجماعة ما, بإمكانك أن تكون ما تريد و تحب ما تريد لا تنتظر احدا ليخبرك ما يجب أن تحب و ترتدي و تفعل,  من الطبيعي أن يعجب المرء بأي نوع من الموسيقى أو الرياضة أو المسلسلات لا تتصنع نمط حياة مختلف لتكون مميزا بل الأفضل لك رفض أي تصنيف لنمط حياتك فالحرية هي اجمل ما في الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق