四月は君の嘘
كذبتك في إبريل Shigatsu wa Kimi no Uso
العاطفة هي أمر مهم في حياتنا لعل أغلبنا يتابع الإنيمي كتعويض لجانب عاطفي ينقصه و هو لا يدري،
فالإنيمي من الأشياء القليلة التي تستطيع ان تدخلك في قصة حب من دون أن تعيشها فتتألم من آلامها و تفرح من أفراحها
كثيرة هي الإنيميات العاطفية و لكن قليل منها يبقى راسخاًً في الذاكرة و من هذه الإنيميات أخترت لكم القصة الرائعة كذبتك في إبريل او شايغاتسو وا كيمي نو اوسو
بعد أسابيع من الإختناق و الألم منذ نهاية هذا الإنيمي أستطعت أخيرا أن أبدأ بكتابة رأيي و مراجعتي له
سمعت عن الانيمي اول مرة من مقال على موقع كوتاكو الشهير و قد وصفوه بأنه أفضل إنيمي في موسم 2014 و ربما أفضل إنيمي عاطفي في السنوات العشر الاخيرة
عندما بدأت بالمتابعة شدني المسلسل بشكل رهيب لدرجة أشعر فيها بأن مدة الحلقة لا تتجاوز الدقيقة بالرغم من أن طول الحلقة 20 دقيقة و لكن الإخراج و الأحداث تأسرك لدرجة تخرج فيها عن الزمكان
من أول حلقة و أول ظهور لكاوري و عند بكائها مع انتهاء عزفها شعرت بأن هنالك شيئاً مأساوياً في النهاية و هذا ما أثار مخاوفي فأنا لاأستطيع إكمال الإنيميات التراجيدية و لكن في حالة شيغاتسو لم أستطع مقاومة جاذبيته
السبب الأول: تصميم كاوري: لدي نقطة ضعف تجاه العيون الزرقاء و الشعر الأشقر و إذا ما كان في الإنيمي فهذا ما يجعل الأمر أكثر تأثيرا بالنسبة لي (تكرار لنموذج الليدي أوسكار)
السبب الثاني: الموسيقى الكلاسيكية و نلاحظ في هذا الانيمي تركيزا على مقطوعات شوبان التي رافقتني لسنوات مع زحام شوارع دبي.
بعض المقطوعات
بعد العوامل التي جذبتني شخصيا التفت لبعض الملاحظات العامة:
للأمانة أول الأمر أستغربت تصميم الشخصيات بسبب وجود شفاه كاملة و شبه أنطماس للأنف و كأنه غير موجود و هذا أمر يستمر للحلقة الأولى فقط و بعدها تندمج مع أسلوب هذا الإنيمي٫
الموسيقى: و يا للهول من الموسيقى بعيدا عن الموسيقى الكلاسيكية فإن موسيقى المسلسل مذهلة و مناسبة جدا لكل موقف حتى انني بالعادة لا انتبه للمقدمة و الخاتمة لكن أغنية المقدمة (للنصف الأول من المسلسل) مؤثرة بشكل أعجز عن وصفه٫
الإخراج و الرسوم: الرسوم كانت غنية بشكل رائع بالألوان أعجبني جدا إستخدام الألوان مع الموسيقى
كما أنني تأثرت بتقنية سحب الألوان للمشاهد الحزينة و ذبلان لون الشعر الأشقر مع تقدم المسلسل
الأمر الأخر الجميل في هذا المسلسل هو بعده عن إستخدام الفان سيرفيس في الرسم فلا تفاصيل مبتذلة و زوايا تصوير غير منطقية
الحوارات: بعض كلمات أريما و كاوري كأنها شعر متقن الكاتب وضعها بصور مناسبة لكل مشهد الإقتباسات كانت مؤثرة و مناسبة للموقف بشكل رائع٫
بعد أن أنتهيت من وصف محاسن القصة و مراجعتها بشكل عاطفي دعوني الآن أنتقل لمراجعة في العمق بعيدا عن العواطف:
أول مشاكل شايغتسو هي توقيت إستخدام الكوميديا: لا أقول بأن الكوميديا ليست جيدة بل كانت ممتعة جدا لكن توقيت إستخدامها كان مروعا و بائساً جدا و لا يتناسب مع سير الأحداث فحين تكون بقمة تأثرك بمشهد درامي و إذا به فجأة يتحول لرسوم الشيبي و كوميديا لا علاقة لها بالموقف كان الانسب انهاء المشاهد الدرامية بطريقة أكثر حزماً
المشكلة الثانية: الميلو دراما حسنا ربما هي ليست مشكلة فهذا هو تصنيف هذا الانيمي لكن
في النصف الثاني من المسلسل حاول الكاتب تبطيئ الأحداث و تأخيرها لمجرد حرق أعصاب المتابع
و في النهاية كانت رصاصة الرحمة لكن من دون رحمة ٫٫٫
فبعد كل الأدلة و المشاهد كانت النهاية مقروءة جدا و واضحة لكن الكاتب أصر على إطالة زمن إحتضارنا للوصول للنهاية، كان من الممكن له أن ينهي هذه المهمة ب 12 حلقة فالأداء تراجع في الحلقات العشر الاخيرة و تم التركيز و التكثيف بمشاهد الميلودراما و إهمال باقي جوانب القصة بل حتي أنه تم إدخال حبكة ركيكة مثل قصة أخت تاكاشي و التي لم أجد لها أي فائدة أو تأثير
المشكلة الثالثة: تطور الشخصيات: للأسف إن الشخصية الوحيدة التي تطورت في هذا الانيمي هي اريما بينما باقي الشخصيات فكان الأمر كأنها لم تتغير أبدا
مثلا كاوري شعرتُ بأن الكاتب إستخدمها كأداة: جميعنا نتمنى تلك الفتاة الرائعة المرحة و التي تضفي بهجة و جمال لكل ما حولها و كاوري تجسيد لهذه الفتاة جميلة براقة فاتنة .... لكن هل لاحظنا اي تغير بشخصية كاوري؟
الاجابة لاا بإستثناء الحلقات الاخيرة حيث حاولت المقاومة لكن الكاتب دمر كل ذلك في النهاية
لم يقم الكاتب بتطوير العلاقة ابدا بين اريما و منافسيه كنت اتمنى ان يقوم بتطوير علاقته مع الفتاة العازفة و مع تاكاشي لكي يتجاوزو فيها حاجز المنافسة و يشعرا بألم و معاناة اريما و يساندوه في النهاية لكن الكاتب لم يهتم ابدا في هذا التفصيل و لم يتوسع بشرح تفاصيل شخصيتين رائعتين متل تاكاشي و العازفة و اتجه اتجاهات أخرى لا طائل منها مثل قصة اخت تاكاشي
المشكلة الرابعة: و هي مشكلة مروعة و شبه دائمة في المانغا
الشخصية المفضلة او (مدللة الكاتب) اذا ما لاحظتم دائما هنالك شخصية مفضلة للكاتب ربما يرى نفسه بها او يفضلها عن البقية و يعطيها امتيازات كبيرة عن سواها
في هذا الانيمي هذه الشخصية هي تسوباكي:
تسوباكي حنونة و جميلة و صديقة ممتازة لكن لماذا كل هذا الدعم لها؟ قام الكاتب بتكثيف مشاهدها بشكل مبالغ به على حساب باقي الشخصيات لدرجة كأنه أراد أن يفهمنا ان اريما لتسوباكي شئتم أم أبيتم!
تسوباكي كانت شخصية أنانية إلى حد ما و لم أحب الطريقة التي تعامل بها الكاتب معها و كان الأفضل لو عاملها مثل معاملة باقي الشخصيات و لم يتجه لدعمها في كل مكان
المشكلة الاخيرة و تحذير فيها حرق لذا تجاوزها ان كنت لم تشاهد المسلسل
تحذير حرق ..... حرق ...... حرق ... سبويلر .... حرق .... حرق
النهاية: حسنا لا تفهموني بشكل خاطئ النهاية أسطورية بكل ما في الكلمة من معنى
الكاتب حاول انهاء القصة و حفرها في قلوب المتابعي بإسلوب تراجيدي التراجيا دائما تترك أثراً لا يمكن ان يذهب و يذكرنا بالألم كل ما رأيناه بينما النسمة العليلة الباردة فهي لحظة بسيطة و تنساها لاحقا من دون أثر ٫٫٫٫
نهاية القصة كانت بموت كاوري و بصدمة مروعة للجمهور بعد أن فتح باب أمل له بشفائها بعملية جراحبة لكنها ماتت بكل بساطة و مشهد الرسالة التي تركتها لاريما هو من أشد المشاهد حزناً و تأثيراً التي سبق و شاهدتها، لم أستطع أن أقاوم سيل المشاعر(عندما وصلت للمقطع حيث أعترفت بحبها لأريما شعرت بأن قلبي قد أنتزع من مكانه و طعن ملايين المرات
كان مشهداً مؤثراً) بالرغم من غباء تصرفها الا انه فعلا من أشد المشاهد تأثيراً بتاريخ الانيمي
كان مشهداً مؤثراً) بالرغم من غباء تصرفها الا انه فعلا من أشد المشاهد تأثيراً بتاريخ الانيمي
لكن هل هذه هي الطريقة الأمثل لإنهاء القصة؟
في المانغا يبدو انه هنالك قاعدة بأنه لا نهاية خالدة إلا النهاية التراجيدية
في البداية و أول مرة لمحت فيها كاوري و جمالها و عند بكائها بعد العزف مع الأطفال كان هذا اول دليل عندي بأن هذه الشخصية سوف تموت و من ثم تتابعت الأدلة و المشاهد واحداً تلو الأخر ...
نعم لقد أصبح من السهل معرفة الشخصيات التي تموت في المانغا كأنها كليشة يصنعون لك شخصية مثالية يجعلونها تتألق و تضيئ كل ما حولها و من ثم على حين غرة يقتلونها بعد ان تكون قد تعلقت بها ،(أسلوب قديم في المانغا و نجده حاليا في اسلوب كتابة جورج مارتين ايضا مع الغيم اوف ثرون)
أظن بأن الكثيرين شعرو مثل شعوري في الحلقة الأولى و شعرو بأن أيام كاوري معدودة٫
إذن فإن إسلوب قتل الشخصيات أصبح مستهلكا و مقروءاً في المانغا الإنيمي
أفهم هدف الكاتب من ان القصد هو ان يعود المتابع على المضي قدما و نسيان قصص الحب العابرة و التعامل مع الموت و الواقع٫٫٫الخ
لكن أيضا النهاية فيها يأس شديد فحتى بعد أن أرتفعت معنويات كاوري بالشفاء و ظننا بأن الموسيقى و اريما سينقذانها لكنها ماتت بكل بساطة و هذا مثل إعدام للأمل!
ماذا كنت سأفعل لو أنني مكان أريما كوسي؟
بصراحة كنت انتحرت، بعد خسارتين خسارة الأم و خسارة الحبيبة ما فائدة الحياة؟
بعد النجاح المبهر لنهاية شايغاتسو المأساوية سيزداد إسلوب النهايات التراجيدية (الموجودة بكثرة لكن بتنفيذ سيئ مثال ذلك اكامي غا كيل) و هذا ما سيجعل السوق مكتظا بقصص البؤس و الموت بعيدا عن الأمل و الفرح او الحبكة الجيدة..
يجب ان يفهم الكتاب بأن الناس تحب الفرح أيضا و نحب الحياة فلو كانت النهاية جميلة على مبدأ نهاية "الفل ميتال الخيميست" لكان المسلسل رائعاً جدا أيضا (كم أشتقت لنهاية مثل نهاية الفل ميتال الخيميست برازرهود) و كم أتمنى ان تكون هنالك اوفا مع نهاية مختلفة و لكن اظن ان الامر مستحيل
ماذا لو كنت أنا الكاتب؟
لا أظن بأنني قادر على تقديم مثل هذه النهاية لست ساديا لهذه الدرجة
كان من الآفضل التركيز في النصف الثاني من المسلسل على هذه النقاط:
1- تسوباكي تواجه واقع ان اريما يحب كاوري و تساند قراره بما انها تحبه (يمكن إستثمار هذا من ناحية ميلودرامية)
2- تعميق العلاقة بين اريما و منافسيه و دعمهم له في مساندة حبيبته
3- لا داعي لحبكة اخت تاكشي عوضا عنها يجب الالتفات اكثر لشخصية تاكاشي و العازفة الثانية
4- كاوري تتجه قليلا لنوع من الجدية في التغلب على مرضها و تتغلب عليه بمساندة الأصدقاء
5- أريما يغادر اليابان لدراسة الموسيقى مع مشهد وداع مؤثربنفس الحديقة و نفس الشهر ابريل تكشف فيه كاوري الكذبة برسالة يقرأها بعد أن يرحل
نهاية مرضية نوعا ما ربما لا تكون بقوة النهاية الأصلية لكن على الأقل فيها بعض الأمل
ملاحظة: لحسن الحظ أن المشهد الأخير لموت كاوري و وداعها لاريما لم يكن مع هذه المقطوعة Nocturne No. 20 in C sharp minor, Op. posth لشوبان لأنني أظن أنها قمة الحزن و لو كانت هي المستخدمة لربما انتحرت فورا بعد المسلسل
ملاحظة: لحسن الحظ أن المشهد الأخير لموت كاوري و وداعها لاريما لم يكن مع هذه المقطوعة Nocturne No. 20 in C sharp minor, Op. posth لشوبان لأنني أظن أنها قمة الحزن و لو كانت هي المستخدمة لربما انتحرت فورا بعد المسلسل
نهاية الحرق ٫٫٫ نهاية الحرق ٫٫٫ نهاية الحرق ٫٫٫ نهاية الحرق
أخيرا هل أوصي بمشاهدة شايغاتسو؟
بالرغم من عذاب القلب و الروح إلا أن شايغتسو يستحق المشاهدة فعلاً
إذا كنت من محبي الميلودراما شايغاتسو تحفة فنية لك، بينما ان كان توجهك أكثر للأكشن و العنف فهذا المسلسل ليس لك فهو مسلسل تتابعه بمشاعرك و قلبك قبل عينيك.
شكرا لصبركم معي مع هذا المقال الطويل و لقرائتكم
الى ان نلتقي اترككم مع هذه الصورة التي ربما كانت الأمل في نهاية هذا المسلسل